وجاء في نصّ البيان:
"تسع سنوات من الاقتتال الداخلي والاحتراب في سوريا، تسببت بمئات الآلاف من الضحايا، كما خلفت دماراً هائلًا في البنية التحتية، وتسببت بموجات نزوح داخلي للملايين وكذلك التهجير القسري، فأصبح مئات الألوف من السوريين داخل السجون والمعتقلات لدى مختلف أطراف النزاع، وبات اليوم مصير عشرات الألوف منهم مجهولاً نتيجة عمليات الاختطاف والاختفاء القسري المتبادل، الذي مارسه كل أطراف الصراع. هكذا خلّفت هذه الحرب آثاراً كارثية على بنية المجتمع السوري بكل شرائحه، جعلت منه مجتمعاً معطوباً على كلّ المستويات ومشلولاً.
لقد شكّل القرار الأممي(٢٢٥٤) بارقة أمل للسوريين لإيجاد حلّ يفضي إلى سلام يتوافق عليه جميع الأطراف لكن، وبكلّ أسف، ونتيجة لعوامل عديدة فشلت القوى الدولية في تنفيذ القرار على أرض الواقع لحدّ الآن. إذ أوصى القرار المذكور بجملة من الإجراءات كعوامل رئيسة لبناء الثقة، كان من بينها الإفراج عن المعتقلين لدى جميع الأطراف، لما لهذه القضية من آثار نفسية وسياسية، في غاية التعقيد، تكرّس حالة من اليأس وعدم الثقة بين السوريين بشأن مستقبلهم المشترك، ناهيكم بالبعد الإنساني العميق لهذه المسألة والآثار التي تعاني منها عوائل المعتقلين والمختفين قسراً.
ورغم العديد من المبادرات والنداءات الإنسانية بهذا الخصوص، لا سيما نداء السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ونداء السيد غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ومناشداتهما إطلاق سراح المعتقلين، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية من أطراف النزاع.
ويجدر بالإشارة راهناً إلى أهمية نداءات منظمة الصحة العالمية، التي هدفت إلى الوقاية من جائحة كورونا وذلك بالدعوة إلى إفراغ السجون والمعتقلات وضرورة تجنيب السجناء والمعتقلين وأسرى الحرب الأمراض المعدية والوبائية، وكذلك توصياتها بإلزامية تطبيق التباعد بين السجناء والمعتقلين، أو إطلاق سراحهم. ومع استحالة تطبيق هذه التوصيات في ظلّ ظروف الاعتقال الراهنة والقيود المفروضة على المعتقلين والسجناء لدى جميع الأطراف، صار من الواجب الإنساني والحقوقي على الجميع أن يتعامل مع هذه القضية بمسؤولية أخلاقية تتجاوز التجاذبات السياسية واعتبارات النزاع.
نحن جموع المثقفين السوريين والأكاديميين وقادة الرأي والناشطين الوطنيين السوريين، المشاركين في هذا النداء، ندعو جميع الفرقاء والمساهمين في النزاع وأطرافه ونناشدهم بضرورة التعاطي مع هذه القضية الإنسانية الحيوية انطلاقا من الالتزامات الأخلاقية والحقوقية التي أوجبها الضمير الإنساني واللوائح العالمية لحقوق الإنسان وكذلك المعايير التي ينبغي الخضوع لها في حالات النزاع، وهذا الالتزام يستوجب فصل هذا المسار الإنساني عن أية عملية تفاوضية، وعدم استخدامه كورقة ضغط أو مساومة سياسية أو مقايضة بين الخصوم وأطراف الصراع، ويقتضي العمل بأسرع وقت ممكن على تبييض السجون وإتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان للمساهمة في حلّ هذه المحنة، و إعادة المغيبين إلى أحضان عوائلهم.
لاريب في إن إطلاق سراح المعتقلين والمختفين قسراً وجميع السجناء لدى أطراف النزاع سيكون له بالغ الأثر في خلق مناخات ملائمة من بناء الثقة، وسيمنح القوة والزخم اللازمين لإطلاق عملية الحلّ السياسي. وفي هذا السياق نناشد جميع المعنيين بمصير الوطن والمواطن السوري دعم هذه المبادرة ومساندة النداء لإطلاق سراح المعتقلين والسجناء وكشف مصير المغيبين كمدخل عملي لبناء عملية سلام شامل بهدف الوصول إلى حلّ سياسي في البلاد.
الموقعون:
1- دكتور عارف دليلة – مفكر سوري وأستاذ الاقتصاد السياسي
2- د. محمد خالد الشاكر- دكتور في القانون الدولي.
3- د. سربست نبي، أكاديمي مستقل
4- فريال حسين، ناشطة سياسية، ألمانيا.
5- د. سميرة مبيض - اكاديمية وسياسية سورية
6- خالد نعمة ناشط سياسي، ألمانيا
7 حسين عمر ،كاتب
8- برزان عيسو – باحث سياسي
9- دكتور عاصم السيد حسن – أكاديمي، السعودية.
10- جمال سليمان فنان و معارض سوري.
11- محمد بلو – صحفي
12- حسين فقه – إعلامي، هولندا
13- كرم خليل باحث سياسي
14- سمير نشار معارض سياسي
15- نصر عبدالرزاق فروان كاتب و سياسي
16- احمد الرمح كاتب وباحث
17- قاسم الخطيب - عضو اللجنة الدستورية
18- كادار بيري مدير مؤسسة كرد بلا حدود
19- سمير التقي باحث سياسي
20- د. كمال اللبواني
21- بسام اسحاق – رئيس المجلس الوطني السرياني السوري، الولايات المتحدة الامريكية.
22- ابراهيم زورو – ناشط سياسي، السويد.
23- مرح البقاعي- أكاديمية ومستشارة في السياسات الدولية
24- جمال قارصلي: نائب ألماني سابق
25- محيي الدين اللاذقاني - كاتب ومفكر سوري
26- رياض درار- مجلس سوريا الديمقراطية
27- ابراهيم زورو – ناشط سياسي، السويد.
28- عمر شيخ موس – أكاديمي مستقل، السويد.
29- آزاد نبي – أكاديمي مستقل، بريطانيا.
30- بدرخان علي – كاتب، السعودية.
31- نينوس ايشو - مسؤول المكتب السياسي للحزب الاشوري الديمقراطي
32- بسام البني - كاتب و سياسي سوري
33- فراس قصاص - رئيس حزب الحداثة و الديمقراطية
34- دكتور مهيب صالحة - كاتب و أكاديمي، دمشق.
35- حسام نجار - كاتب و سياسي
36- جان عنتر- الحركة السريانيه بسوريا
37- يوسف صداقي - سياسي مستقل
38- دكتور محمد ظاظا – أكاديمي – كردستان العراق.
39- حسن كامل – ناشط سياسي، فرنسا.
40- أحمد جتو- حزب الوحدة الديمقراطي
41- دكتور نور الدين قاسم – آلمانيا.
42- فتح الله حسيني – إعلامي كردي.
43- روشن قاسم – إعلامية كردية، كردستان العراق.
44- دكتور حسين سعدو – أكاديمي، آلمانيا.
45- دكتور آزاد علي – أكاديمي وباحث، آلمانيا.
46- فرحان مطر – كاتب وشاعر، فرنسا.
47- أدريس داوي – مدرس وناشط، السويد.
48- دكتور بسام العويل – أكاديمي، بولونيا.
49- دكتور جون نسطة – رئيس منتدى الثقافة العربية، آلمانيا.
50- فدوى محمود – ناشطة.
51- وجدان ناصيف – الحركة النسوية السورية.
52- دكتور دريد جبور – الحركة النسوية السورية.
53- يحيا الخطيب – ناشط سياسي.
54- طه خليل – كاتب وفنان تشكيلي.